رواية أحمر كاردينالي /بشرى رسوان
أتحسس نبضه للمرة الألف٬ ليست جريمتى الوحيدةعلى أية حال٬لم تكن خطيئتي الأولى ولا الأخيرة٬ رائحة الدم تصدع من كل شبر في جسدي٬ من يدي من ساقي من بين فخذي٬ أولها عندما رميت هرة جدتي من النافذة ٬لم تمت لسوء حظها٬ لكنها نزفت دما أمام مدخل البيت لونه غطى التراب ثم تخثر ٬لم أحفل بذلك٬في المرة الثانية أمسكت ذيلها جررتهابقوة انغرست مخالبها في التراب تشبتت بكل الأشياء٬ خربشت يدي عضت أصبعي لكنني دفنتها .. دفنتها حية ترزق٬حفرت قبرها بيدي و رميت التراب فوق جسدها ...طمرتها٬ نبشتْ الأرض بمخالبها وأفلتت٬ فوجئت بها .. تحسست رأسهابلطف بالغ تملصت مني ركلتها٬عجزت عن استيعاب اصرارها على الحياة ٬ يقال أن للقطط سبعة أرواح ٬ لكنني لم أمنحها شرف الميتة السابعة٬ في المرة الثالثة أقفلت عليها الفرن الطيني ٬ سمعت صوتها كان يشبه البكاء لحد ما٬ رائحةالحريق تعربد في صدري تخنقني٬ صارت رمادا من دون مقاومة تذكر ومن دون ضجيج٬ شعرت بلذة غامضة٬هكذا اذا تموت الأشياء البالغة الروعة٬نتفنن في ايذائها نقتلها بضمير مرتاح و شعور بارد٬انتصرت عليها كانت معركة ربحتها لم يساورني الندم قط ٬ نهاية تستحقها قلت في نفسي .ثم دم مليكة على يدي وأنا أخط وجهها و عنقها بأظافري حفرت خرائط حقدي على جسدها ٬ خدها الأيمن و جبهتها.. شددت عنقها بيدي و خنقتهاوصفتها بالبغي القذرة٬فكرت وقتذاك بتمزيق وجوهها المتعددة٬ودم عذريتي الذي أهدر بغير حق٬ثم دم طفلي الذي أجهضته في شهره الأول تخلصت من حياة جديدة في المرحاض٬ لم يكن بامكاني أن أمنح شيئا لهذا الوجود وجود تالف٬ رفضت أن أورط بائس اخر في هذا العالم القذر٬ أجهضت للمرة الثانية كنوع من الاجتهاد الفردي و ثالثة كأنما أؤكد الفكرة و أبصم عليها بالعشرة٬ عندما سألت مولانا قال لي« الأصل في الاجهاض عدم الجواز لانه اعتداء على الحياة لكن للضرورة أحكام» ٬وعندما طلبت رأيه الشخصي بعيدا عن الشرع قال «ﺈنه موضوع شائك لأنه يتعلق بالحياة وأنه لن يتورط به» ٬في الحقيقة لم يروقني رده٬ ما كان رأيه سيزحزحني فقراراتي مأخوذة و لن تغيرأفكاره فيّ شيئا٬ جاءسؤالي من باب الفضول ليس ﺈلا.
انه هناك في أقصى العتمة تتفاعل روائح جسده العفن مع هواء الغرفة٬ تشق سبيلها نحو أنفي٬ أدورحول جثته كالمجذوب ٬ الموت كما الولادة قدر لا يحتاج لأسباب قلت في نفسي٬لطالما فَكرتۡ في خنقه ٬في كتم أنفاسهِ داخل صدره٬ اعتقدت أنني سأسممه٬ قتل على مائدة الطعام ٬ أخلط سم الفئران مع طعامه أحركه ببطئ مع الحريرة* أو سلو* يدب في عروقه ويسري٬ يستفرغ أمعاءه الخاوية٬ يشحب لونه٬ ثم يأتي موته كهدية باذخة من السماء٬ نهاية تجيءقبل أوانها٬بشغف بالغ أقطع جسده لأطراف أعبئها في أكياس سوداء و أرميها للكلاب الضالة٬ أضلاع.. قلب.. جمجمة ٬ أوزعها بعدل مفرط بين الحاويات٬ أطوف بهاعلى الدروب المتفرقة باحثة لهاعن مأوى يليق بها .بنهم مفرط تخيلت المشهد مئات المرات٬ كررته في رأسي المريضة لا شيء يفلت من عقل عليل ٬قرأتۡ كتبا عن السموم عن زرنيخ.. الشكران الفسفور الباريوم والسيانيد. كان ذلك قبل أن أتظاهر بالحمل وأقصد دجاليين عرافين ونصابين لأجهض٬ ابتعتۡ أوراق الدفلى* وجذور الداد*وحبة كبيرة من العفصة٬ خزنتهم أعلى الرف في المطبخ٬ احتفظتۡ بمجموعة لابأس بها من النباتات السامة٬ ثم رحت أغرسهافي أۡصص على الشرفة. اكتشفت أن كل شي يمكن أن يتحول ﺈلى سم اذا زاد عن نسبة معينة في الجسم٬ حتى بكتيريا الأمعاء يمكن أن تكون قاتلةاذا انتقلت للجهاز التنفسي أو مجرى الدم٬ مسببة تجرثم الدم٬ السر يكمن في النسبة وليست المادةبحد ذاتها٬ وفق ذلك ارتفاع نسبة الأدرنالين قد تؤدي لسكتة قلبية أو سكتة دماغية٬وارتفاع الأستروجين قد ينتهي بسرطان الرحم و الثدي .
مساءبارد وطويل أطول مما يجب٬ أشرب القهوة فوق جثته تماما٬الدم في كل مكان شق أعلى رأسه يسيل يمتد من الجبهة ﺈلى الدقن ثم للعنق منها ﺈلى الأرضية يتمدد على السجاد٬ البقع على الجدارعلى الأريكة على حافة الطاولة٬ لونها يغدو أسودا٬ تجمد... تيبس.. كون جلطات قاتمة٬ أشكال كثيرة خطوط و مدارات شيء يشبه اللوحة سريالية.هذه القطة لا تصمت تموء وتموء وتموء ...لا تتوقف أبدا تحتك بقدمي أدفعها بقوة٬ ترتطم بشيء ماثم تعود لتتمدد قرب الجثة٬ مواءها له وقع الطبل في رأسي٬حجبتۡ صوتها عن مسامعي٬ كنتۡ محقة بشأنها انها قطة تربية شوارع٬ لاتكف عن اللغط تحتضن بعضها تلتفككرة صوف٬ تغمض عينيها ترفع ذيلها ثم تلحس جسدها تلعق
تحميل https://www.mediafire.com/file/g8dywunxmttn27t/%25D8%25B1%25D9%2588%25D8%25A7%25D9%258A%25D8%25A9_%25D8%25A3%25D8%25AD%25D9%2585%25D8%25B1_%25D9%2583%25D8%25A7%25D8%25B1%25D8%25AF%25D9%258A%25D9%2586%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%258A.pdf/file
Commentaires
Enregistrer un commentaire